“مراتي مؤثرة”.. “رجال” قبلوا بنشر تفاصيل حياتهم مقابل “دولارات الادسنس” و”دراهم الاشهارات”
هبة بريس – الرباط
في ظل ارتفاع الأسعار وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد يكتفي بعض “الرجال” بالارتباط ب”زوجة موظفة” ، بل أصبحت “الزوجة المؤثرة” بمثابة “الدجاجة التي تبيض ذهبا” والتي لن تتقاسم مع الزواج فقط أعباء وتكاليف الحياة اليومية، بل ستتكفل بغالبية المصاريف إن لم تكن جميعها، وستؤمن للزوج والأسرة حياة الرفاهية مقابل إغلاق فمه وأعينه وأذنيه عن “روتينها اليومي” وتفاصيل حياتهما التي ستشاركها باستمرار مع المتابعين.
“مراتي مؤثرة”.. الحمل والخلافات الزوجية “أسياد البوز”
لا يمانع عدد من الأزواج في مشاركة خبر حمل زوجاتهم بكافة تفاصيله منذ “تاريخ تخصيب البويضة” ثم جنس الجنين وإلى تاريخ الولادة، قبل أن يصل موعد “فيديو أو ريل البوز” المتعلق بيوم الولادة وأجواء استقباله.
وتتنافس عدد من مؤثرات الانستغرام و”التيك توك” خلال الفترة الأخيرة، على مشاركة خبر حملهن، الذي يساهم في رفع التفاعل بحساباتهن بمواقع التواصل الاجتماعي، كما يمكنهن من الحصول على إعلانات جديدة.
وتصف مؤثرات السوشيال ميديا، قرار الحمل، بـ”المعادلة الرابحة” على اعتبار أنه يكلفهن مجهودا وتعبا جسديا ونفسيا أحيانا، لافتين أن الجانب المادي المتعلق بالتطبيب وملابس المولود والأم وكافة لوازمه ثم حفل العقيقة وغيرها تكون عن طريق الاشهارات.
من جهة أخرى، تختلق عدد من المؤثرات سيناريوهات وقصصا وهمية تتعلق بالانفصال والطلاق لجلب أكبر عدد من المتابعين ولخلق تفاعل كبير.
ولا تتردد بعض المؤثرات في نشر فيديوهات و”ستوريات” تحكين من خلالها عن تعرضهن للخيانة أو التعنيف أو النصب من طرف أزواجهن أو عائلة الزوج، متعمدين خلق “البوز” لجلب أكبر عدد من المتابعين وضمان الحصول على حصة مهمة من الاشهارات.
“مراتي مؤثرة”.. أزواج تخلوا عن وظائفهم لمرافقة زوجاتهم
اختار عدد من الأزواج التخلي عن وظائفهم مقابل مرافقة زوجاتهم أو الجلوس بالبيت للقيام بالأعمال المنزلية ومراقبة الأطفال.
وتخلى عدد من أزواج مؤثرات السوشيال ميديا عن وظائفهم وحرصوا خلال الفترة الأخيرة على مرافقة زوجاتهم خلال قيامهن باشهارات لمحلات تجارية ومطاعم وفنادق وغيرها من المشاريع، تحت صفة “المنادجر” و “السائق الخاص” و “المرافق”.
كما لا يمانع عدد من الأزواج الى مشاركة زوجاتهن في فيديوهات تتعلق بإشهار منتوجات معينة تتعلق بمستحضرات التجميل أو ماركات ملابس أو مجوهرات أو منتوجات غذائية ..
واختارت عدد من المؤثرات القيام بمشاريع خاصة لأزواجهن، للتصدي للانتقادات التي تطالهم، وتفاديا لوصفهم بـ”راجل المؤثرة”، وكذا لإسكات أزواجهن في حال طالبوا بالتوقف عن “السوشيال ميديا” واعتزالها.
زوج مؤثرة: “مراتي كتقدم محتوى نقي وأتفادى قراءة التعليقات السلبية”
دافع أحد أزواج المؤثرات، عن المحتوى الذي تقدمه زوجته بتطبيق “تيك توك” وموقع “انستغرام”.
وذكر الزوج في حديث مع هبة بريس، أن زوجته المؤثرة تشارك من متابعيها بعض تفاصيل حياتها اليومية والمنتجات التي تستعلمها وكذا الوجهات التي تقضي بها وقتا ممتعا.
ووصف ذات المتحدث محتوى زوجته بـ”النظيف”، مسترسلا بالقول: “مراتي كتقدم محتوى نقي ومكديرش روتيني اليومي”.
وعن التعليقات السلبية، أكد المتحدث ذاته، على أنه يحاول تفاديها قدر الإمكان، لافتا أن عددا منها تثير غضبه، وخاصة تلك التي يتم تدوينها بالفيديوهات التي تجمعهما معا، وفي مقدمتها وصفه بـ”الديوثي” و”راجل المرا” ووصف زوجته بـ”مراتنا كاملين”.
الى ذلك، في الوقت الذي لا يمانع أزواج المؤثرات بنشر تفاصيل حياتهم اليومية على مواقع التواصل الاجتماعي، ترفض فئة مهمة من الرجال المغاربة بشكل قاطع نشر أبسط خصوصياتهم العائلية من صور زوجاتهم وأبنائهم الى باقي التفاصيل، معتبرين أن الشرط الاول لـ”الرجولة” يتمثل في حفظ خصوصيات المنزل والعائلة مهما كلف الثمن.