سطات..هل فشلت تجربة الأسواق النموذجية أم أُفشِلت؟
هبة بريس_ سطات
هل فشلت أم أُفْشِلت تجربة الأسواق النموذجية في ايواء الباعة الجائلين بمدينة سطات؟ سؤال بات يورق بال المتتبعين للشأن المحلي هنا بعاصمة الشاوية، لاسيما بعد ” تغَوّل” الباعة الجائلين بعرباتهم ودوابهم وهم يفرضون قانونهم الخاص بمعظم الشوارع والأزقة والساحات العمومية محولين إياها إلى فضاءات تعج بالنفايات.
فبعد التجربة التي أطلقت خلال سنوات مضت، في إطار الاستراتيجية الوطنية لتقنين وإعادة إدماج وتنظيم الباعة الجائلين بكل أنحاء المملكة، تم بمدينة سطات افتتاح 3 فضاءات نموذجية لتجارة القرب بحي السماعلة وحي سيدي عبدالكريم…هذه المشاريع الطموحة التي تهدف إلى محاربة الهشاشة وتنظيم الباعة المتجولين بالأحياء الشعبية وبالشوارع الرئيسية بالمدينة، تم إنجازها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلا أن هذه التجربة على ما يبدو، وحسب رأي كثيرين لم يكتب لها النجاح، ولم تحقق الأهداف التي جاءت من أجلها، بيد أنها التهمت أموالا ضخمة لإنشائها، دون أن تحقق أهدافها، ليبقى الشارع والساحات العمومية وقبالة المساجد بمثابة أسواق عشوائية تفي بالغرض.
هذا وأضافت مصادرنا، أن سكان المناطق المتضررة من تداعيات الظاهرة، نبهوا هؤلاء العابثين بالمجال البيئي أكثر من مرة إلى سوء سلوكهم، لكنهم تمادوا في الأمر، مناشدين المسؤولين وبعض الفعاليات الجمعوية الغيورة للتدخل لوقف هذا العبث الذي أثر سلبا على جمالية المدينة، بل وبات يهدد سلامة وصحة المواطنين وخاصة الأطفال الصغار، وتساءل المتضررون عن الجدوى من انشاء الأسواق النموذجية بالمدينة ودورها في الحد من ظاهرة عربات الخضروات المنتشرة بمختلف الأزقة والأحياء، مطالبين باعطاء الانطلاقة بها حتى تفي بالغرض الذي أنشئت من أجله.
ويشار أن معظم الشوارع الرئيسية والساحات العمومية تحولت إلى ما يشبه أسواقا أسبوعية عشوائية، تعرض فيها شتى أنواع المنتوجات والخضروات، في انتهاك صارخ لاحتلال الملك العمومي وجمالية المدينة، أبطالها باعة متجولون بسياراتهم وشاحناتهم وعرباتهم ودوابهم، الأمر الذي يحثم على الجهات الوصية على القطاع العمل لإيجاد حلول ناجعة من شأنها أن تعيد للمدينة جماليتها وللساكنة كرامتها وحقها في استنشاق هواء عليل خال من الروائح النثنة.