عاشوراء…قنابل وصواريخ ونيران وهدر للماء في زمن العطش
محمد منفلوطي_هبة بريس
يحق لكل عاقل أن يقف ويطرح السؤال ونحن نعيش أياما عصيبة مع توالي سنوات الجفاف ونذرة المياه، عن مبالغة العديد من المراهقين في الاحتفالات بعاشوراء، إذ يعمد هؤلاء إلى اشعال النيران في الشوراع والساحات وما يتطلب ذلك من كميات كبيرة من المياه لاخمادها من قبل عناصر الوقاية المدنية، ناهيك عن تبني البعض الآخر لسياسة التراشق بالمياه في زمن العطش.
لماذا لا يصحو الضمير ونتخلص من هكذا مظاهر عفا الزمان عنها ونستحضر الظرفية الحرجة؟ لماذا نثقل كاهل كافة المتدخلين من رجال أمن وسلطات محلية وأفراد وقاية مدنية وعمال نظافة وأطر طبية وغيرهم، في أمور تافهة ونسرق منهم لحظات ممتعة كان من المفروض أن يقضوها مع أبنائهم وعائلاتهم على موائد دفء الأسرة؟
نعم، فمع كل احتفال بعاشوراء، تعج الشوارع والساحات والأحياء السكنية بأصوات المفرقعات إذ لا صوت يعلو فوق صوتها، في انتظار الليلة الموعودة ذات الصبغة الفوضاوية بنكهة العجلات المطاطية المشتعلة بالنيران التي لم تفلح معها شاحنات الصهاريج المائية ورجال الوقاية المدنية وعمال النظافة، على الرغم من المحاولات الاستباقية لاحتواء الوضع، إلا أن ذلك لم يثن العديد من الشباب الطائشين الذين سارعوا إلى استخراج مدخراتهم من العجلات المطاطية وقنابلهم المرعبة بين كر وفر، وسكب للمياه الممزوجة بالماء القاطع، مما يطرح علامات استفهام عدة حول طريقة ولوج هذه المواد المتفجرة وترويجها أمام الملأ دون رقيب ولا حسيب؟.
لماذا لا نوفر تلك المياه المتدفقة من صهاريج أعوان الخدمة وخراطيم شاحنات الوقاية المدينة لسقي المغروسات والشتائل بالحدائق والمنتزهات التي تعاني العطش في زمن العطش؟
لماذا نهدرها في أعمال شغب بطعم الفرجة تفنَّنت في هندستها أيادي شبابية وأطفال مراهقين عاثوا في الشوارع والأزقة فسادا تحت طائلة الفرجة والاحتفالات بعاشوراء؟