فضيحة الجزائر في أديس أبابا.. محاولات شراء الأصوات تتصادم مع الشفافية الإفريقية

هبة بريس_يوسف أقضاض

تواصل الجزائر محاولاتها المستميتة لتوسيع نفوذها على حساب الدول الإفريقية، حيث تمثل سياساتها الدبلوماسية في الفترة الأخيرة خطوات مثيرة للجدل قد تثير العديد من التساؤلات حول نوايا النظام الجزائري.

وتقدمت الجزائر بترشيحها لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وهو ما يسلط الضوء على طموحاتها في تعزيز تأثيرها داخل هياكل الاتحاد. ومع اقتراب موعد الانتخابات، بدأت تتكشف أساليبها المشبوهة في محاولة التأثير على إرادة الدول الإفريقية، مستخدمة المال كأداة للضغط السياسي خاصة بعد فشلها قبل أيام في انتخابات مجلس الأمن الإفريقي.

وتفيد التقارير بأن الجزائر قد عرضت رشوة ضخمة  في خطوة غير أخلاقية تكشف عن فشلها في كسب دعم حقيقي من الدول الإفريقية. بدلاً من بناء تحالفات قائمة على أسس من التعاون المشترك، ويبدو أن النظام الجزائري يظن أن المال يمكن أن يكون بديلاً عن الدعم السياسي الصادق، في محاولة منه لشراء الولاءات والأصوات لخدمة مصالحه الخاصة.

وتأتي هذه المحاولات المالية للتأثير على الانتخابات في وقت حساس، حيث تشهد الجزائر تراجعاً واضحاً في قدرتها على تعزيز علاقاتها مع دول القارة. ففي ظل تزايد العزلة الدبلوماسية، لجأت الجزائر إلى استخدام الأموال كأداة رئيسية في مساعيها، حيث تسعى جاهدة لتقوية علاقاتها في انتخابات مجلس السلم والأمن الإفريقي في أديس أبابا. إلا أن هذه المحاولات تبدو أقل فعالية في مواجهة التغيرات الجذرية التي طرأت على سياسات الاتحاد الإفريقي، التي أصبح فيها التركيز على الشفافية والحكامة الرشيدة سمة بارزة.

ويبرز تراجع الجزائر على الصعيد الدبلوماسي، خصوصاً أمام الدول التي استطاعت بناء علاقات استراتيجية مبنية على المصالح المتبادلة والتعاون الفعلي. فبينما تركز دول أخرى على تعزيز الشراكات المستدامة والتعامل الجاد مع القضايا الإقليمية، تجد الجزائر نفسها عالقة في دائرة من المحاولات اليائسة لاكتساب النفوذ باستخدام أساليب قد تضر بمصداقيتها على الساحة الإفريقية.

وأثارت فضيحة الجزائر في أديس أبابا ضجة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل العديد من المتتبعين مع هذه الأخبار بكثير من الاستنكار والانتقادات. واعتبر البعض أن هذه المحاولات للتلاعب بالانتخابات تعكس التراجع الكبير في أسلوب التعامل الجزائري على الساحة الإفريقية، وتهدد بتقويض الثقة في المؤسسات القارية.

من المؤكد أن هذا الوضع يسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه الجزائر في استعادة مكانتها السياسية في إفريقيا. ففي وقت تتجه فيه القارة إلى تعزيز مبادئ الشفافية والتعاون الفعلي، يبدو أن الجزائر تجد نفسها في مواجهة صعوبة في التأقلم مع هذه المتغيرات، ما يجعل مستقبل تأثيرها الدبلوماسي في الاتحاد الإفريقي في مهب الريح.

قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى