حزب العمال التونسي يعلن رفضه الاستبداد السياسي في عهد الرئيس سعيد
هبة بريس-يوسف أقضاض
أبرز حزب العمال التونسي في بيان صادر له بمناسبة الذكرى 39 لتأسيسه، مجموعة من القضايا الوطنية والدولية التي تشكل جوهر رؤيته وتحليله للأوضاع الحالية.
يشير البيان إلى أن الأوضاع المتدهورة التي يعيشها الشعب التونسي هي نتيجة حتمية لاستمرار سيطرة فئات طبقية لا وطنية، تتحكم في مصير البلاد من خلال مراكمة الأرباح في ظل نظام استبدادي، وهو ما يستدعي التحرك من أجل تغيير جذري.
الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس: استمرار الاستبداد
يعبر حزب العمال عن قلقه العميق من استمرار الأوضاع المتدهورة التي يعاني منها الشعب التونسي، حيث يرى الحزب أن هذه الأوضاع ليست مجرد تقلبات عارضة، بل هي نتيجة حتمية لاستمرار سيطرة نفس الفئات الطبقية التي تفتقر للولاء الوطني، ولا همّ لها سوى مراكمة الأرباح على حساب مصالح الشعب.
ويعتبر الحزب أن هذه الفئات تواصل التحكم في مفاصل الدولة في ظل النظام الاستبدادي الذي يضمن لهم الحماية ويكرس الظلم الاجتماعي والاقتصادي.
رفض الاستبداد في النظام السياسي
يؤكد حزب العمال في بيانه أن السنوات الأخيرة بينت بشكل جليّ أن نظام الرئيس قيس سعيد لم يكن سوى أداة للحفاظ على النظام القائم، الذي يهدف إلى إنقاذه من الانهيار.
ويرى الحزب أن العودة إلى الاستبداد السياسي قد استمرت في إطار شعارات رنانة، خالية من أي محتوى فعلي، محملاً النظام المسؤولية عن تدهور الأوضاع العامة.
في هذا السياق، يشير الحزب إلى أن تونس شهدت تراجعًا ملحوظًا في الحريات العامة، خاصة حرية التعبير والإعلام، إلى جانب التدهور الواضح للعمل النقابي والحق في الاحتجاج السلمي.
المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين
في إطار دفاعه عن الحقوق والحريات، جدد حزب العمال في بيانه مطالبته بإطلاق سراح المعتقلين الذين تم توقيفهم بسبب مواقفهم السياسية أو الاحتجاجات السلمية. واعتبر الحزب أن قمع الحريات من خلال اعتقال المعارضين يُعتبر تجاوزًا للحقوق الأساسية التي يكفلها الدستور.
موقف الحزب من القضايا الدولية: انحياز لفلسطين وسوريا
وفي السياق الدولي، جدد حزب العمال انحيازه الثابت للقضايا العادلة، مؤكدًا دعمه الكامل للقضية الفلسطينية، سواء من حيث حق الشعب الفلسطيني في مقاومته المشروعة أو من حيث دعم حقوقه في تقرير المصير.
كما عبّر الحزب عن دعمه للشعب السوري في حقه في تقرير مصيره والحفاظ على وحدة أراضيه، مُدينًا التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية لهذه الدول.
التحديات القادمة وآفاق النضال
يمثل بيان حزب العمال التونسي بمناسبة الذكرى 39 لتأسيسه دعوة واضحة للنضال من أجل تغيير حقيقي في البلاد، الذي لا يمكن أن يتحقق دون إنهاء السيطرة الفئوية على الدولة وإعادة بناء المؤسسات الوطنية على أسس ديمقراطية وعدالة اجتماعية.