تقرير.. المغرب ينجح في الحد من تدفقات المهاجرين إلى أوروبا

سلط مركز “ميكسد ميغرايشن” الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه المغرب في إدارة الهجرة غير النظامية بين إفريقيا وأوروبا، مستفيدًا من موقعه الاستراتيجي والاتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف، خاصة مع الاتحاد الأوروبي. هذه الشراكات تساعد المغرب في مواجهة تحديات تدفق المهاجرين غير النظاميين وشبكات تهريب البشر.

وقد رسخ المغرب مكانته القيادية في مكافحة الهجرة السرية، مع إشادة من دول الاتحاد الأوروبي بجهوده المتواصلة في هذا المجال. حيث شهدت المملكة تطورًا ملحوظًا بعد توقيعها اتفاقات مع بروكسل ومدريد في 2019، مصحوبة بمساعدات في إطار التعاون بين الجانبين.

وأكد تقرير المركز الصادر في مارس الجاري أن الشراكة العملياتية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، التي تم إطلاقها في 2022، ساهمت بشكل كبير في تعزيز جهود المملكة في مراقبة الحدود والتصدي للهجرة غير النظامية. فقد تمكنت السلطات المغربية منذ بداية عام 2023 من إحباط عشرات الآلاف من محاولات الهجرة غير القانونية، ومنع المهاجرين من الوصول إلى أوروبا عبر المعابر غير القانونية.

كما استعرض التقرير أبرز مسارات تدفق المهاجرين، مشيرًا إلى استمرار الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، خصوصًا الطريق الغربي الذي يربط السواحل المغربية والسواحل الإسبانية، إضافة إلى الطريق عبر قناة المانش التي تفصل بين فرنسا والمملكة المتحدة.

وأوضح التقرير أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إسبانيا والثغريْن المغربيين المحتلين، سبتة ومليلية، بلغ حوالي 17.475 مهاجرا في عام 2024، مقارنة بحوالي 16 ألفًا في عام 2022. وقد شهدت هذه الأرقام زيادة مقارنةً بالسنوات الماضية، إذ بلغ العدد في 2019 حوالي 29 ألف مهاجر، بينما كان 60 ألفًا في 2018.

ورصد التقرير أيضًا تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى الأراضي الأوروبية عبر إيطاليا، خصوصًا من دول شمال إفريقيا مثل تونس وليبيا. وقد دفعت هذه الزيادة إيطاليا إلى توقيع اتفاقيات مع هذه الدول للحد من الهجرة غير النظامية.

وتابع التقرير استعراض طرق الهجرة عبر المحيط الأطلسي، حيث بلغ عدد المهاجرين الذين عبروا هذا المسار في 2024 أكثر من 46 ألف مهاجر، مع تسجيل زيادة ملحوظة مقارنة بالسنوات السابقة. وقد باتت السواحل الموريتانية والسنغالية نقاط انطلاق رئيسية للمهاجرين، ما دفع السلطات في تلك الدول إلى تعزيز الرقابة للحد من هذه التدفقات.

وفي سياق الجهود المبذولة، تمكنت السلطات المغربية من إحباط أكثر من 45 ألف محاولة هجرة غير شرعية إلى أوروبا في عام 2024، وتفكيك 177 شبكة إجرامية لتهريب المهاجرين.

من جهتها، استمرت الرباط ومدريد في تعزيز تعاونهما في هذا المجال منذ إنهاء الخلاف الدبلوماسي بينهما في 2022، بعد إعلان إسبانيا دعمها لمغربية الصحراء.

وفي الختام، حذر التقرير من ضرورة تحديث سياسات الاتحاد الأوروبي بشكل مستمر لمواكبة أساليب الهجرة الجديدة، داعيًا إلى تعزيز التعاون مع الدول المعنية لمواجهة هذه الظاهرة والتقليص من تحدياتها.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى