
تخريب المرافق العمومية بسطات .. متى سيصحو الضمير؟
محمد منفلوطي_هبة بريس
كراسي عمومية، علامات تشوير، أعمدة كهربائية، أشجار ومغروسات مرافق عمومية واللائحة طويلة، كل ذلك في مرمى متهورين متطاولين مخربين لا يتركون وراءهم سوى الأثر السيء…
هبة بريس حطت الرحال بمدينة سطات عاصمة الشاوية، حيث التطاول على الممتلكات العامة في أبهى صُوره.
فمع كل يوم تُطل علينا مواقع التواصل الاجتماعي، بعناوين بارزة وصور وفيديوهات توثق لبعض مظاهر العبث والتطاول على المرافق العمومية التي أنشئت أصلا لخدمة العباد والبلاد.
فَبِولوج المرء إلى أي مرفق عمومي سواء كان مؤسسة تعليمية أو مستشفى أو إدارة أو حديقة عمومية…، إلا وعلامات العبث والاعتداء بادية على ملامح المكان، إما بكتابات حائطية مقززة تعكس مستوى صاحبها وأخلاقه، وإما بتخريب مصابيح عمومية داخل حديقة مع اقتلاع أشجارها، وكأن صاحبها هذا لا يعنيه الأمر في شيء، وكأن المدينة ليست مدينته وكأن البلد كذلك، وكأنه يحمل في طياته حقدا دفينا يكاد يبديه كلما سنحت له الفرصة.
بساحة محمد الخامس بهذه المدينة العريقة، التي أُعدم شارعها في وقت سابق من قبل مدبري الشأن المحلي والإقليمي في زمن فات، هنا بهذه الساحة العمومية التي باتت تعرف فوضى وضجيج وإهمال وسرقة وتكسير كراسيها ومصابيحها، وقُبالة القصبة الاسماعيلية بوسط المدينة لا يختلف المشهد عن سابقه، حيث ” الرفس” واقتلاع الشجيرات الصغيرة وتكسير كراسي المساحات الخضراء، ذات المشاهد بحديقة البريد، ضمن ظاهرة تكشف بالملموس عجز الجهات المسؤولة عن إيقافها، مما يتطلب تكثيف حملات التوعية والتذكير بمضامين القوانين الصارمة التي تفرض ذلك.
واقع يُسائل جمعيات المجتمع المدني لتنظيم حملات تحسيسية توعوية وعقد ندوات لتسليط الضوء على ضرورة احترام الممتلكات العامة.
كما تُسائل أيضا السلطات الأمنية والسلطات المحلية والهيئات المنتخبة، والدور الأسري والديني لزرع بذور الوازع الأخلاقي والوطني في النفوس.
هنا بمدينة سطات، وبمعظم شوارعها وأزقتها وأحيائها، مشاهد مقززة ومؤلمة لكراسي عمومية طالتها أيادي التخريب وحُرم من خدماتها شيوخ وعجزة ونساء أكل منهن الدهر أكلا وساقهن المرض والهون لاتخاذ أمكنتهن لالتقاط أنفاسهن.
صور أخرى ومشاهد لمرافق عامة طالها التخريب، بدءا من حاويات النفايات التي تم تكسير بعضها وحرق أخرى، وعلامات تشوير سرقت، وأخرى غُيرت معالمها واتجاهاتها بالطرقات من شأن ذلك أن يتسبب في حوادث سير مميتة، ناهيك عن التطاول على مؤسسات تعليمية أحيانا بالعالم القروي والعبث بمحتوياتها، حتى كراسي وأسرة المرضى لم تسلم من بطش هؤلاء.
متى سيصحو الضمير؟
لماذا لم يصحُ ضمير هؤلاء المخربين ليعلنوا كلمة الحق خفاقة مفادها كفى استهتارا وهروبا إلى الإمام دون تحمل كل واحد منهم ولو جزءا بسيطا من المسؤوليات الملقاة على عاتقه..
علينا جميعا الاعتراف بأن الأنانية والتطاول وتجاوز القانون قد وصل حدا لا يمكن السكوت عنه، مما يدعونا جميعا لمراجعة النفس، والعمل كل في مجاله واختصاصاته لمنع تفاقم الحالة والعودة إلى الرشد فالوطن لنا جميعا والنظام وسيادة القانون أمن وراحة للجميع.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X