العلماء الأفارقة يناقشون تجديد الخطاب الديني في الدورة السادسة للمؤسسة بفاس
هبة بريس
تحتضن مدينة فاس هذه الأيام الدورة السادسة للمجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بحضور عدد كبير من العلماء والعالمات من مختلف الدول الإفريقية.
هذا الحدث يأتي في إطار الجهود المستمرة للمؤسسة لتعزيز العمل العلمي والديني في القارة الإفريقية، وتطوير الخطاب الديني بما يتماشى مع التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين حفظه الله.
وتوجه الشكر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، في كلمة له بالمناسبة، بعد شكر الله تعالى، إلى جلالة الملك محمد السادس على رعايته الكريمة لهذه المؤسسة منذ تأسيسها، حيث كان الخطاب الملكي في جامع القرويين قبل ثماني سنوات، بمثابة نقطة انطلاق للمؤسسة.
اليوم، يتم عقد هذه الدورة السنوية السادسة للمجلس الأعلى للمؤسسة بحضور 48 فرعًا من فروع المؤسسة، مع مشاركة أكثر من 300 عالم، منهم 57 عالمة.
ويشهد هذا الحدث مناقشة العديد من المشاريع المهمة، وفي مقدمتها مشروع تجديد الخطاب الديني على المستوى الإفريقي، استنادًا إلى التوجيهات السديدة لمعالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرئيس المنتدب للمؤسسة.
وفي كلمته التوجيهية، أوضح الوزير النقاط الأساسية التي يجب أخذها بعين الاعتبار في هذه الخطة، والتي تهدف إلى تحسين وتطوير الأنشطة الدينية والتعليمية في القارة الإفريقية.
كما سيتم عرض نتائج وتوصيات هذه الدورة يوم الجمعة المقبل، من خلال تقديم عرض تفصيلي للمجهودات التي بذلها العلماء والعالمات في مجالات متعددة، وستُعرض هذه التوصيات بشكل كامل في ختام الدورة.
في هذا السياق، عبّر أبو بكر بزبير، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في تنزانيا، عن سعادته البالغة بحضور هذا الحدث الكبير.
وأضاف: “نحن فخورون بمشاركة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في هذا اللقاء الذي يعكس ملامح الخير والتطور، ونتطلع أن تغطي هذه المؤسسة جميع أنحاء العالم الإفريقي في المستقبل القريب”.
من جانبه، أكد الشيخ منير عو سميد، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في جمهورية جنوب السودان، على أهمية هذه الدورة كفرصة للتشاور وتبادل الآراء بين العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء إفريقيا.
وأضاف قائلاً: “جئنا بعقول منفتحة للعمل على تطوير الدعوة الإسلامية في إفريقيا، وتعزيز الوسطية في المجتمعات الإسلامية بالقارة”.
أما الدكتور رقية أحمد مني، عضو مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في فرع موريتانيا، فقد أشاد بالدورة الحالية، معتبراً إياها فرصة طيبة لتدارس الخطط الدينية والعلمية التي تم تنفيذها في السنوات الماضية، وموضحًا أن المشاريع العلمية الكبرى التي بدأتها المؤسسة ستستمر وتتوسع في السنوات القادمة.
وأشار إلى أن من أبرز هذه المشاريع المسابقات القرآنية، ومسابقات الحديث النبوي الشريف، إضافة إلى المسابقات المتعلقة بالمخطوطات والوثائق الإسلامية، والمسابقة الخاصة بالثوابت الدينية المشتركة بين المسلمين في إفريقيا.
إن هذه الدورة تعد فرصة ثمينة لتوطيد أواصر التعاون بين العلماء في القارة الإفريقية، ولتطوير العمل الديني والعلمي بما يساهم في نشر قيم الوسطية والاعتدال في المجتمعات الإسلامية في إفريقيا.