إيصال المدينة ” بتطوان… خدمات رديئة وخردة تجوب مدينة الملك
هبة بريس _ يسير الإيحيائي _
صدق أولائك الذين قالوا “ما تبذل صاحبك غير بلي كرف منو”، تلك هي المقولة التي تنطبق على الجهة الحائزة بصفقة تدبير قطاع النقل العمومي المؤقت بالمدينة وضواحيها منذ إنتهاء عقد شركة النقل الحضري السابقة التي كانت تسمى “فيتاليس”، فقد نجزم اليوم وبعد حوالي سنة من تفويت هذا القطاع الحيوي بصفة مؤقتة لشركة “سيتيام” وأخرى من أصول فرنسية أن النقل الحضري بالحمامة البيضاء تدهور بشكل غير مسبوق لدرجة أن التطوانيين “صاموا دهرا وأفطروا على بصلة مرة المذاق”، لا بل أصبحوا يمنون النفس بعودة الشركة السابقة بأسطولها رغم النواقص.
فالحالة كارثية وتستوجب وقفة تأمل وتركيز على ما أصبحت عليه المدينة اليوم في ظل أسطول مهترئ وأعطاب ميكانيكية منتظرة للحافلات بإعتبارها لا تتوافق ومعايير مدينة يقصدها عاهل البلاد في كل مناسبة.
فكيف يعقل أن تتجول في المدينة ويثير إنتباهك في يوم واحد عدد من التوقفات على جنبات الطرق وركاب ينزلون تباعا في مشهد مأسوي ينتظرون قدوم حافلة أخرى بنفس الشروط المهترئة ، ناهيك عن الاختناق المروري الذي تسببه في كل لحظة وحين وتزيد المشهد غرابة وتساؤلا عن بنود دفتر التحملات الموقع بين السلطات وشركة التدبير المؤقت إن كانت فعلا تحمل صفة شركة، لأن التسريبات تقول أن هذا الملف يتسم بالعشوائية حتى في تخويل الجهة المختصة أو ذات التجربة الميدانية على الأقل في تدبير قطاع النقل الحضري.
من ناحية أخرى _ وحسب نفس التسريبات_ تم تعزيز الأسطول بحافلات صغيرة عبارة عن سيارات نفعية مجهزة بكراسي لنقل الركاب نحو الأحياء الهامشية إقتنته وكالة للتعاون تابعة للجماعة، أي أنه ميزانية ذاك الأسطول من أموال دافعي الضرائب، فلا يعقل أن تتم هذه العمليات بهذا الشكل، وليس من هب ودب يمكنه الفوز بالصفقة وهو الذي لا رأسمال يتوفر عليه وبالتالي تنسجم الحالة مع المثل المغربي الشائع “سلفلي باش نقمر معاك”.
إن مدينة صاحب الجلالة يجب أن تكون نموذجا يحتذى به في كل شيء وليس في الأضواء والمناطق الخضراء، فالإسراع بإخراج حافلات النقل الحضري إلى الوجود بمواصفات تليق بالزيارات الملكية أمر ضروري وملح ، وما دون ذلك كالذي نشاهده ونراه صباح مساء من سوء تدبير للقطاع وحافلاته المهترئة والمتسخة خير دليل على الإهانة وتصدير الصور المسيئة للمدينة ومكانتها الغالية في قلب عاهل البلاد محمد السادس.